الفخار الاثري

الفخار الأثري ..
معالجة وترميم ..

يصنع الفخار من الطمي أو الصلصال وتختلف جودتة كلما زادت نسبة الكاولينا في الصخر أو المسحوق الذي تم طحنة والكاولينا مشتقة من اسم معدن الكاولينيت
Al2Si2O5(OH)4
سليكات الألومنيوم المائية  و تعتبر الكاولينيت الصيني اجودها لتحملها لدرجة الحرارة العالية وصلابتها بعد الحرق وتتميز بلونها الابيض الذي يندرج إلي الرمادي حسب الشوائب من الماغنيسيوم و من المعادن الأخري  ويمتاز بدقة الحبيبات بعد طحنه وعجنها بالماء ويمكن تشكيلة إلي أدق سمك وكلما ارتفعت نسبة الكاولينيت كلما ارتفعت قيمته الاقتصادية   ..
أما الصلصال المصري فهو صخر طبيعي تدخل السليكا في مكوناته كمادة رابطة ويندرج في ألوانه من الرمادي إلي البني بدرجاته
وهو ايضا دقيق الحبيبات تصبح مادة لدنة يسهل تشكيلها بعد خلطها بالماء  ذات نفاذية منخفضة و يحترق عند درجة حرارة  من 1000 / 1400درجة مئوية ..

و يحتل الفخار قيمة أثرية وتاريخية كبيرة ، ذلك لأنه ظهر مع البدايات الأولي للحضارات المختلفة ليدل علي قدرة انسان هذه الفترة في تطويع الخامات البيئية لتلبية احتياجاته اليومية ، كما أنها دليل علي تطور الإنسان من خلال قدرتة وتمكنه من تشكيل اواني مختلفة الأشكال تخدم اغراض عديدة ،
كما أنه يدل علي قدرة الإنسان علي الابتكار الهندسي لاعتماده علي الآلة في صنع الفخار باستخدام الدولاب الذي يعتمد علي حركته الدائري. في تشكيل الآنية الفخارية ،
كما أن سمك الآنية نفسها يحدد قدرة الإنسان علي تطوير هذه الصناعه ونري انها تطورت في العصور إلي أكثر رقيا في الفترات التاريخية الحديثة حتي بلغت الرقي في العصر الحديث إلي صناعة منتجات الخزف بإضافة طبقة التزجيج الخارجية مختلفة الألوان والتي تحتاج إلي تكنيك عالي من خلال معرفة درجات انصهار الدرجات اللونية وكذلك استخدام السليكا في عمل طبقة التزجيج الخارجية في الأعمال الفخارية الاكثر تطورا ..
ويختلف لون الفخار تبعا للمنطقة التي يتم جلب المادة الخام لتنفيذ الأعمال الفخارية
فهناك الطفلة السوداء وهناك الطفلة البنية بدرجاتها المختلفة التي تميل إلي الاحمرار وهناك الطفلة البيضاء ..
ولكن المكون الاساسي تقريبا واحد
حسب ماسبق وذكرنا ..

تكنيك التصنيع ..
في البدايات الأولي اعتمد الإنسان علي تشكيل الاواني بشكل يدوي ثم تطورت إلي استخدام الدولاب الذي يعتمد علي التوافق الحركي بين القدمين واليدين والنظرة الفنية للفنان المنفذ

تخمير الطفلة ..

كان الفنان يقوم باختيار نوعية الطفلة ويقوم بتنقيتها من الشوائب الغريبة ،
ثم يقوم بخلطها بالماء وتركها لتتخمر يومين او اكثر ..
في هذه الفترة تقوم حبيبات الطفله بالتشبع بالماء الذي يتخلل الحبيبات المتماسكة  وتتحرر الجزيئات الدقيقة وتصبح أكثر تجانسا مع بعضها البعض ..
ثم يبدأ بعملية التشكيل حسب مهارته سواء يدويا او باستخدام الدولاب ..
مع ملاحظة أن الدولاب يمنح الفنان القدرة علي التحكم في سمك الاناء وايضا دورانه المحكم ..

عملية التجفيف ..
بعد انتهاء عملية التشكيل يتم وضع الآنية في الشمس ليتم تجفيفة بشكل طبيعي ومتدرج ،
لان الشمس تقوم بتبخير الماء من الآنية دون أن يتأثر الفخار لأنه لو قام بحرقة مباشرة سوف يؤدي هذا الي خروج الماء بسرعة مما يؤدي إلي تهشم الاواني أو حدوث شروخ أو انبعاجات ..
بعد التأكد من تمام خروج الماء يقوم الفني بتجميع الاواني ووضعها علي سطح مستو ثم يقوم بوضع جذوع الأشجار والأوراق اليابسة فوق الا اني ثم يشعل النار في الخشب ..
بعد تمام احتراق الاخشاب يقوم  الفني باستخراج الاواني من مخلفات الحريق ..
وهذه هي الطريقة البدائية التي تستخدم حتي الآن في العديد من القري المصرية او حتي الهندية ومجتمعات افريقيا البدائية ..
ولكن تطورت صناعته شيئا فشيئا وتم حرقة في أفران بدائية ثم  لجأ الفنيون المتخصصون  إلي الحرق  بالافران الحديثة نظرا لنظافتها

الفخار المزجج ..

بعد تمام عملية صناعة الآنية واخراجها من عملية الاحتراق يجب تركها حتي تبرد تماما وتكتسب درجة حرارة الجو ..
ثم يقوم بإذابة مادة السليكا الناعمه في الماء جيدا ثم يقوم بتوزيعها علي السطح ثم يتم إدخالها الفرن ثانية عند درجة حرارة انصهار السليكا 1700درجة مؤية

استخدام الفخار في طهي الطعام ..
من خلال المتابعة لاستخدام الناس حديثا او حتي الماضي القريب الفخار في عمليات الطهي وجد  خطورة استخدام الفخار المزجج علي الصحة العامة نظرا لاحتواء السليكا الناعمه علي شوائب من الرصاص وبعض الشوائب الأخري تتسرب إلي الأطعمة ولذا ..
يلجأ البعض إلي إجراء مرحلة حرق إضافية الفخار يمكن أن تتم علي مرحلتين او اكثر وتستغرق فترة من الوقت ..
يتم في هذه المرحلة دهان الآنية المستخدمة في الطهي من الداخل بالعسل الاسود والزيت بشكل جيد حتي تتمكن المسام من امتصاص المادتين ..ثم يتم إدخاله الفرن لمدة 6ساعات ثم تركها تبرد ثم إعادة الموضوع ، وبذلك تصبح الآنية صالحه للطهي ..

الفخار الأثري وعملية الترميم ..

الفخار مادة اصلها طفلية ونسبة المسام بها عالية جدا  تختلف حسب نسبة الكاولينيت ..
ولذا فهي سهلة الكسر وغير قابلة علي تحمل الضغوط بشكل كبير علي الرغم من صلابتها إذا انخفضت نسبة المعدن..

ونحن معرضون في حقل الاثار أن تعثر علي مئات أو آلاف من القطع الفخارية منها المهشمة ومنها السليم ..فكيف نتعامل مع كلاهما ..

عملية الفرز ..

طبعا في هذه المرحلة يتم استبعاد الاواني السليمة تمهيدا لعمليات التوثيق والتسجيل ثم نبدا عمليات المعالجة من خلال الطرق المعتادة والتي نستخدمها في عمليات ترميم الاحجار

من عملية التنظيف الميكانيكي  أو الكيميائي حسب كل حالة وحسب نسبة التكلسات الملحية أو الاتساخات الموجودة علي سطح الاواني والتي سوف نشرحها لاحقا ..

ولكن ..مايهمني هنا كمتخصصين في ترميم الاثار هو الكسرات الفخارية المهشمة وخصوصا التي تحتوي علي الوان أو زخارف ..
وهذا يتطلب منا بعض الخطوات التحضيرية ..

اولا..

القيام بتنفيذ طاولة مخصصة لفرز الاواني ..يتم تثبيت لوح خشبي وليس رخام أو زجاج أو معدن لان الخشب ليس قاسيا عند اصطدام القطع الفخارية به التي ربما تصطدم به أثناء العمل

ثانيا ..

تنفذ الدائرة الرقمية
ماهي الدائرة الرقمية ..؟
كما هو موضح بالصورة المرفقة يتم تصميم دائرة قطرها 10 cn
ثم من نفس مركز الدائرة نرسم دائرة قطرها 11 cn
ثم من نفس مركز الدائرة  نرسم دائرة قطرها 12 cn
نستمر في العمل حتي نبلغ اقصي حجم محتمل لمحيط اكبر قطعة فخارية في القطع التي تم العثور عليها حتي لو قمنا برسم عشرين دائرة
والمسافة التي تقدر ب 1 cn هي السمك المحتمل لقطع الفخار
فلو كان السمك المحتمل =1.5 cn تكون متواليات الأقطار بنفس القيمة ..
ثم نقوم بترقيم الدوائر عن محيط الدائرة ..

ثالثا ..

نقوم  بقياس كل قطعة فخارية  علي هذه الدوائر الرقمية لمعرفة محيط القطعة الفخارية ويتم قراءة القياس بعد أن نقوم بعمل تماس بين حافة القطعه الفخارية من الخارج (لان خارج القطعه هو وجهها الذي سوف نراه بعد الترميم )

ثم ..
نقوم بتجميع الأقطار المتماثلة المحيط  مع بعضها ..
بعد الانتهاء من عملية فرز الأقطار المتماثلة نبدا في البحث عن القطع التي تكمل بعضها البعض بالتداخل حتي نحصل علي محيط قطري لأحد مستويات الآنية .. ونقوم بعملية اللصق المبدئي ذ
وبعد تمام الانتهاء من تجميع المستويات المختلفة نبدا في مقارنة شكل الاواني السليمة واقطارها بما حصلنا عليه من نتائج

كذلك مقارنة الرسوم والالوان والزخارف المتجاورة لتكمل بعضها ..
ثم نقوم بمرحلة بناء الآنية أو الاواني بعد أن أصبح لدينا العديد من الحلقات الفخارية ..

هذه الطريقة الفنية تعلمتها شخصيا من احد الخبراء الإيطاليين ويدعي مسيو فانفوني أثناء قيامة بترميم مسرح الدراويش أو ماعرف باسم التكية المولوية بالقاهرة وكان ذلك تقريبا عام 1988 م

المعالجات الفنية عند  التجميع ..
يجب مراعاة تسلسل خطوات العمل وأن يسير العمل بالتوازي ..بمعني ..اثناء عملية التقطير لمحيط الاواني يتم إجراء عمليات التنظيف الميكانيكي لإزالة العوالق وترطيب الاواني بالقطن الممزوج بالماء لتيسير عملية التنظيف ..

في حال وجود املاح ..
يتم عمل حمام مائي توضع به القطع لاستخلاص الأملاح والقيام باختبار الأملاح المعروف وذلك باضافة نقطة من نترات الفضة علي حمض مخفف في سائل غسيل الفخار ..لو حدث تعكير دل على وجود املاح ونستمر في النقع لضمان خروج املاح ..

في حال الزخارف والالوان ..
يتم دراسة حالة تماسك اللون مع الفخار وتقويته اذا استوجب ذلك

وعملية التقوية يمكن أن تتم باستخدام المواد الطبيعية مثل القلفونية أو راتنج الدامار او زلال البيض
أو الصمغ العربي وكلها يتم تحضيرها في صورة أما عجاين لزجة أو محاليل ..
أو باستخدام المشتقات الصناعية مثل البولي فينيل اسيتات مذاب في الماء أو بالبرالويد المذاب في التنر مالم يؤثر علي الألوان ..
وعموما ..
تختلف طريقة اختيار المادة الملائمة باختلاف المتاح وبقدرة خبير الترميم علي تطويع المواد لخدمة أغراض مالم تتعارض مع المواثيق الدولية أو تؤثر تأثير سيء علي الأثر ..

عملية التجميع ..
تعتمد عملية التجميع علي رؤية المرمم وقدرته في استنتاج الأشكال من خلال أما المقارنة مع الموجود من الاواني السليمه أو تطابق القطع المهشمة ..
كذلك تتوقف علي قدرتة علي تنفيذ العمل بشكل جيد من خلال متابعة استواء السطح الخارجي للانية ومدي توافق القطع المتجاورة ..

يتم بعد ذلك تثبيت القطع التثبيت النهائي ..
ويتم ذلك بتنفيذ عجينة من بودرة الصلصال أو الطفله مع احد الراتنجات السابق ذكرها وذلك لتثبيت تجاور القطع بها من داخل الآنية بشكل احترافي ......من داخل الآنية وليس خارجها يجب أن نحافظ علي السطح الخارجي نظيف   ..
ثم ..
بعد الانتهاء يتم حقن الشروخ الناتجة عن التجميع بالقلفونية وبودرة الصلصال أو بالبولي فينيل اسيتات أو بالنايلون السائل بعد إضافة مادة مالئة له ذات درجة لونية قريبة من لون الآنية الأصلية ..
لايجب أن تكون الدرجة متطابقة حتي لا نتهم بالتزوير ويجب أن يلاحظ المشاهد العادي ان الآنية تم ترميمها ..

عالم ترميم الآثار